السؤال (312 ) : فضيلة الشيخ ، آخر أعمال الحج الوداع ، فهل هناك أخطاء ترون أن بعض الحجاج يقعون فيها ، ما هي هذه الأخطاء جزاكم الله خيرا ؟
الجواب : طواف الوداع يجب أن يكون آخر أعمال الحج ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( لا ينصرف أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت ))(304)، وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - : أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت ، إلا أنه خفف عن الحائض(305) . فالواجب أن يكون الطواف آخر عمل يقوم به الإنسان من أعمال الحج ، والناس يخطئون في طواف الوداع في أمور :
أولا : أن بعض الناس لا يجعل الطواف آخر أمره ، بل ينزل إلى مكة ، ويطوف طواف الوداع ، وقد بقى عليه رمي الجمرات ، ثم يخرج إلى منى فيرمي الجمرات ثم يغادر ، وهذا خطأ ، ولا يجزئ طواف الوداع في مثل هذه الحال ؛ وذلك لأنه لم يكن آخر عهد الإنسان بالبيت الطواف ، بل كان آخر عهده رمي الجمرات .
الثاني : ومن الخطأ أيضا في طواف الوداع : أن بعض الناس يطوف للوداع ، ويبقي في مكة بعده ، هذا يوجب إلغاء طواف الوداع ، وأن يأتي ببدله عند سفره ، نعم لو أقام الإنسان في مكة بعد طواف الوداع لشراء حاجة في طريقه أو لتحميل العفش أو ما أشبه ذلك ، فهذا لا باس به .
ومن الخطأ في طواف الوداع : أن بعض الناس إذا طاف للوداع وأراد الخروج من المسجد ، رجع القهقري ، أي : رجع على قفاه ، فيزعم أنه يتحاشى بذلك تولية البيت ظهره ، أي : تولية الكعبة ظهره ، وهذا بدعة لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أحد من أصحابه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أشد منا تعظيما لله تعالى ولبيته ، ولو كان هذا من تعظيم الله وبيته ، لفعله صلى الله عليه وسلم وحينئذ فإن السنة إذا طاف الإنسان للوداع أن يخرج على وجهه ولو ولى البيت ظهره في هذه الحالة .
ومن الخطأ أيضا : أن بعض الناس إذا طاف للوداع ، ثم انصرف ووصل إلى باب المسجد الحرام ، اتجه إلى الكعبة وكأنه يودعها ، فيدعو أو يسلم أو ما أشبه ذلك ، وهذا من البدع أيضا ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ، ولو كان خيرا لفعله النبي صلى الله عليه وسلم .
هذا ما يحضرني الآن .