ولذلك صواب العمل.. يعني عدم السرقة.. الغش.. الاحتيال.. اللف والدوران على الناس.. أكل أموال الناس بالباطل إلى آخره.. كل هذا لا يمكن أن تكون من العمل الصواب؛ لأن كما يقول الغاية لا تبرر الوسيلة.. الغاية لا تبرر الوسيلة.. أي إذا كانت غايتك شريفة يجب عليك أن تصل إليه بالطرق المشروعة.. قد يقول قائل أنا غايتي أن أتصدق إذا أروح أسرق المال، وأتصدق فيه ما نقبل هذا منك، ولا يقبل الله -عز وجل- منك.. تسرق المال، وتتصدق فيه لا تبرر الغاية الوسيلة؛ لذلك تأمل معي هذا الحديث الجميل الرائع في معناه
"إنه ليس شيء يقربكم إلى الجنة إلا قد أمرتكم به وليس شيء يقربكم إلى الناس إلا قد نهيتكم عنه إن روح القدس نفس في روعي إن نفس لن تموت حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته" هذا الحديث له معاني جميلة.. الدين دين الإسلام.. ما حرمنا من شيء، وما نهانا عن شيء، ولا حرم علينا شيء إلا وفيه خير؛ لأنه لو فعلناه فيه ضرر لنا أو للمجتمع، وما أمرنا بشيء إلا وفيه خير لنا الله –تعالى- حكيم.. عليم بعباده.. ثم أتى مرة أخرى إلى أنوع العمل الصالح.. ما هي أنوع العمل الصالح؟
نوعان.. فرائض، ونوافل.. الفرائض دليلها "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه" هذه الفرائض، ولذلك الله –تعالى- يخبر في هذا الحديث أن أفضل العمل الصالح الذي يتقرب به العبد إلى ربه هو الفريضة.. الفرائض سواء في الصلاة.. في الزكاة.. في الحج.. في الصيام إلى آخره.. ثم النوافل قال: "ولا يزالوا" لاحظ استمرار "ولا يزالوا عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه" إذا حتى هنا للغاية.. إذا أردت إن كان غايتك أن يحبك الله لابد أن تقوم بأمرين.. أن تقوم بالفرائض، وتستمر على النوافل حتى يحبك الله -عز وجل- والنوافل أنواع.. النوافل أنواع لا يشترط في النافلة أن تكون فقط في المسجد أو أن تكون في كما يتصور بعض الناس، ويأتي هنا في شمولية العمل
العمل الصالح ليس مربوطا يا إخوة في مظاهر العبادات الأخروية فقط في الصلاة، والصيام، والصدقة، وقراءة القرآن، ويظن بعض الناس وللأسف كثير من الناس يظن أن العمل الصالح مرتبط في قضية العبادات الأخروية لا حتى الأعمال الدنيوية الصالحة هي عمل صالح يؤجر عليه الإنسان ما دام حقق الشرطين السابقين أنه قصد به وجه الله، وثانيا العمل صواب.. إذا لاحظوا من الأفضل دائما.. يعني أن الإنسان يتنبه في أن علمه الدنيوي يستطيع أن يجعله عمل صالح، ولذلك تأمل هذا الموقف العجيب عن أنس كان مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في السفر فمنا الصائم، ومنا المفطر قال: فنلنا.. يعني ما نلنا من التعب.. فنزلنا منزلا في يوم حار.. فسقط الصائمون.. يعني خلاص هؤلاء الصائمون فقام المفطرون فضربوا الأبنية، وسقوا الركاب، ويعني جهزوا الإفطار للناس فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ذهب المفطرون اليوم بالأجر كله".. بالأجر كله
.
من اللي فاز هنا؟
الذين ما صاموا، ولكنهم قاموا، وعملوا، وخدموا أخوانهم فلهم الأجر، وهذا الحديث له معنى جميل رائع أن الأعمال الدنيوية، والأعمال التي يقوم بها الإنسان من مساعدة، وإعانة، ويعني توفيق للناس، وبناء للحضارة، وبناء للوطن، وغيرها من الأعمال التي فعلا يرجوها الإنسان ما دام رجاها عن الله -عز وجل- وأراد فيها رضا الله فهو يؤجر عليها، وتكون من العمل الصالح الذي يحبه الله.. الأمثلة كثيرة يا إخوة.. مجرد الابتسامة ابتسامتك في وجه أخيك صدقة، وأرجوا أن تبتسم الآن؛ لأن مجرد ابتسامتك الآن صحيفتك يكتب لك أجر فيها.. لا تحرم نفسك
.
بعض الناس حتى وهو يسمع هذا الكلام تجد سبحان الله! كأن أسنانه كأن الأسنان عورة لا تكاد ترى أسنانه يا أخي ابتسم، والابتسامة لها أثار كبيرة غير أنها أجر عند الله -عز وجل- كم تشرح من الصدر تشرح من النفس.. كما قال قرأت مرة أن الابتسامة لدقيقة ابتسامة صادقة من النفس تساوي ساعة رياضة، وهذه فرصة للأجازين اللي ما عندهم فرصة أن يمارسون الرياضة.
إذا كثير من الأعمال الدنيوية ممكن أن تكون عمل صالح يؤجر عليه.. الابتسامة شيء.. إدخال السرور على الآخرين شيء.. إماطة الأذى عن الطريق صدقة.. النوم كما قال بعض الصحابة إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.. لكن ما بشرط تنام 24 ساعة، ولا 20 ساعة، وتقول والله أنا قاعد أتعبد إلى الله.. لا.. القضية 8 ساعات.. 6 ساعات تنشط فيها جسد الإنسان يرجع مرة أخرى؛ ليقوم بمهمته، ووظيفته في الحياة
هذه من المعاني اللقمة تضعفها في فيه امرأتك كما جاء في الحديث أحاديث كثيرة جدا دلت على مثل هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- "ما أكل أحد طعام قط خير من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده" رغم أن داود -عليه السلام- لم يكن بحاجة.. كان خليفة في الأرض كما أخبر القرآن.. إنما ابتغي الأكلة من الطريق الأفضل، وهو كسب اليد.. ما كسب الرجل كسب أطيب من عمل يده، وما أنفق الرجل على نفسه، وولده، وخادمه فهو صدقه كما يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول أيضا "والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجل فيسأله أعطاه أو منعه" والحديث متفق عليه.. والله –تعالى- يربي هذا في المؤمن { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }، {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}.
كل هذه معاني في قضية العمل الصالح.. الإنسان إذا خرج يسعى على ولده، وعلي صغاره يكتب له فيها، وكل هذه جاءت فيها نصوص.. نوح -عليه السلام- يا أخي يعني نوح -عليه السلام- ماذا كان يعمل؟ كان نجارا.. محمد -صلى الله عليه وسلم- كان يرع الغنم.. أبو بكر كان بزازا يتاجر بالثياب، والمنسوجات.. الخليفة عمر (رضي الله تعالى عنه) كان يرتاد الأسواق، ويبيع، ويشتري، وقد صرح.. يعني مرة أنه انشغل في البيع، والشراء عن تلقي العلم.. كان يتناوب هو وجاره كان مرة هو يأخذ العلم، ومرة يذهب للسوق، وجاره يفعل ذلك.. يعني هذه كلها الصحابة كانوا يكسبون رزقهم عن طريق التجارة، ومزاولة بعض المهن.. يعني أبو هريرة (رضي الله تعالى عنه) يقول: إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم السفق.. يعني التجارة في الأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم.. إذا عمر (رضي الله عنه) يقول: لا يغد أحدكم عن طلب الرزق وهو يقول: اللهم أرزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبا، ولا فضة.. وإنما يرزق الله الناس بعضهم من بعض
.
كل هذه معاني تؤكد حقيقة.. حقيقة العمل الصالح الذي لا يشمل فقط العبادات الأخروية كما نظن.. بل حتى العمل الدنيوي في السعي، والكسب، والتجارة، وغيرها إذا قصد الإنسان فيها وجه الله -عز وجل- وتحرى فيها الحلال، والصواب.. فسوف يؤج عليها ما دام النية، وهنا يسمى "إنما الأعمال بالنيات" يسميه بعض العلماء الحديث المحول العجيب.. كيف أنه يحول العادات إلى عبادات، ومواقف كثيرة حقيقة لبعض كيف كان السلف (رضوان الله تعالى عليهم) في الصناعة، وفي العمل
..
يعني قبل أن أختم الحلقة أتكلم عن قضية البطالة.. البطالة، والعمل الصالح أنه صفة من أعظم صفات عباد الرحمن.. يعني من خلال ما تقدم يتبين كيف أهمية العمل الصالح في الإسلام.. كيف تعتبر الحياة الدنيا بأسرها معركة في سبيل العمل الصالح، ولم أجد الإنسان إلا بن سعيه فمن كان أسعى كان بالمجد أجدر، وبالهمة العلياء، وبالهمة العلياء ترقى إلى العلا.. فمن كان أعلى همة كان أظهرا، ولم يتأخر من أراد تقدم، ولم يتقدم من أراد تأخر إذا السلوك الشخصي للنبي -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة، وبعدها هو النموذج الحي للتشجيع على العمل، والاحتراف كان يرعى الغنم.. ثم كان يتاجر في أموال عائشة -صلى الله عليه وسلم- ولم يمنعه ذلك أيضا من وظيفته في الرسالة، والتبليغ للناس بعد أن أكرمه الله –تعالى- بالنبوة كان حتى في مهنة أهله يخصف نعفه، ويرقع ثوبه، ويكنس بيته.. يعني كان -صلى الله عليه وسلم- يعمل لا ينفع العلم بدون عمل كما قال على العلم يهتف بالعلم فإلا أجابه، وإلا ارتحل العرب قديما كانوا يقول صنعة في اليد أمان من الفقر.. اليوم الكثير من الشباب يتصور أن مفهوم البطالة يجب أن يحرر لدى الشباب اليوم.. يعني لابد أن أحصل على وظيفة في الدولة على وظيفة في المؤسسة في الحكومة إلا معنى ذلك أن هناك بطالة
يا أخي أبائنا إلى عهد قريب ما كانوا يعرفون أي اسم وظيفة في الدولة إلى عهد قريب.. يعني كانوا يبيعون في الأسواق، ويشترون، وكان منهم البناء، والنجار والحذاء، وكانوا يدخلون في الأسواق لما هذه الثقافة أصبحت نموذج للناس وللأسف أن وظيفة في الحكومة، وإلا لا يمكن للإنسان أن يعمل.. دلوني على سوق المدينة، وأذكر والله مواقف كثيرة جدا في هذا الجانب يعني أعرف امرأة كانت فقيرة تعول عيال أرملة.. يعني كانت تتحمل قضية الإيجار.. إيجار المنزل وأولادها، وكبر بناتها، وأولادها، وأصبح الكثير منهم يريد متطلبات العيش الحياة مثل الناس، وكانت تشكي حالها فيوم من الأيام أقترح لها أن تشري.. يعني إحنا نسميها مقرصة الخبز هذا فأقترح لها أن تقرض مبلغ من المال، وتشري عدد من هذه الأجزاء للي نسميها إحنا المقرصة، وتعمل عليها، ورتبنا مع أحد المحلات الكبيرة أن يبيعون.. يعني نتاجها، وفعلا بدأ بيع النتاج كم تستطيعين أن تعملين يا خالة في اليوم من قرص من كيلوا؟ فكانت تعمل فعلا في اليوم خمسة.. سبعة.. ستة كيلوا.. فبدأ الطلب عليه أن صناعة كما يقول: وطنية موثوقة.. بدأ الطلب عليها بشكل كبير زادت عليها الأجهزة.. بدأت تستعين ببناتها، وأولادها.. بدأت تنتج في اليوم 40 ،50 كيلو فبدأ الطلب.. بدأت ترتفع أسعارها يقول لي صاحب المحل، والله نعطي لهذه المرأة تصفية لحقوقها ما بين الشهر، والشهر، والنص إلى خمسة عشر ألف ريال، وكنت أنا أن ذاك شغال في رسالة الدكتورة، ولا أستند إلى ست آلاف ريال.. قلت: لعلي أترك الماجستير والدكتورة، وأجلس أقرص أزين لنا ما دام بيحصل خمسة عشر ألف ريال.. يعني معناه أن السوق فاتح أبوابه.. لكن علينا أن نحرر مفهوم البطالة من رؤوسنا، وأعرف مواقف كثيرة جدا في هذا الجانب، ولعل هذا يحتاج حلقة أخرى في تحرير مفهوم البطالة عند الناس.
الشاهد أن العمل الصالح الذي جاء صفة من صفات عباد الرحمن لابد أن يقترن بالإيمان، والشهادة بأن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، وأن العمل الصالح لا نتصور أنه محصور في قضية، ولا صلاة، وصيام وصدقة، وقراءة قرآن، وإنما هو أيضا دنيا أيضا كاملة حياتية معركة حياة من صدق فيه أخلص النية لله -عز وجل- عمله صالح، وصواب ليس حراما، ولا غشا، ولا كذبا، ولا احتيالا، وقصد النية لله تعالى هذا من العمل الصالح.
الذي يؤجر عليه الإنسان يا أحبابي ما أحلى الحياة، وأجملها بهذا المعنى الجميل
"إنه ليس شيء يقربكم إلى الجنة إلا قد أمرتكم به وليس شيء يقربكم إلى الناس إلا قد نهيتكم عنه إن روح القدس نفس في روعي إن نفس لن تموت حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته" هذا الحديث له معاني جميلة.. الدين دين الإسلام.. ما حرمنا من شيء، وما نهانا عن شيء، ولا حرم علينا شيء إلا وفيه خير؛ لأنه لو فعلناه فيه ضرر لنا أو للمجتمع، وما أمرنا بشيء إلا وفيه خير لنا الله –تعالى- حكيم.. عليم بعباده.. ثم أتى مرة أخرى إلى أنوع العمل الصالح.. ما هي أنوع العمل الصالح؟
نوعان.. فرائض، ونوافل.. الفرائض دليلها "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه" هذه الفرائض، ولذلك الله –تعالى- يخبر في هذا الحديث أن أفضل العمل الصالح الذي يتقرب به العبد إلى ربه هو الفريضة.. الفرائض سواء في الصلاة.. في الزكاة.. في الحج.. في الصيام إلى آخره.. ثم النوافل قال: "ولا يزالوا" لاحظ استمرار "ولا يزالوا عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه" إذا حتى هنا للغاية.. إذا أردت إن كان غايتك أن يحبك الله لابد أن تقوم بأمرين.. أن تقوم بالفرائض، وتستمر على النوافل حتى يحبك الله -عز وجل- والنوافل أنواع.. النوافل أنواع لا يشترط في النافلة أن تكون فقط في المسجد أو أن تكون في كما يتصور بعض الناس، ويأتي هنا في شمولية العمل
العمل الصالح ليس مربوطا يا إخوة في مظاهر العبادات الأخروية فقط في الصلاة، والصيام، والصدقة، وقراءة القرآن، ويظن بعض الناس وللأسف كثير من الناس يظن أن العمل الصالح مرتبط في قضية العبادات الأخروية لا حتى الأعمال الدنيوية الصالحة هي عمل صالح يؤجر عليه الإنسان ما دام حقق الشرطين السابقين أنه قصد به وجه الله، وثانيا العمل صواب.. إذا لاحظوا من الأفضل دائما.. يعني أن الإنسان يتنبه في أن علمه الدنيوي يستطيع أن يجعله عمل صالح، ولذلك تأمل هذا الموقف العجيب عن أنس كان مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في السفر فمنا الصائم، ومنا المفطر قال: فنلنا.. يعني ما نلنا من التعب.. فنزلنا منزلا في يوم حار.. فسقط الصائمون.. يعني خلاص هؤلاء الصائمون فقام المفطرون فضربوا الأبنية، وسقوا الركاب، ويعني جهزوا الإفطار للناس فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ذهب المفطرون اليوم بالأجر كله".. بالأجر كله
.
من اللي فاز هنا؟
الذين ما صاموا، ولكنهم قاموا، وعملوا، وخدموا أخوانهم فلهم الأجر، وهذا الحديث له معنى جميل رائع أن الأعمال الدنيوية، والأعمال التي يقوم بها الإنسان من مساعدة، وإعانة، ويعني توفيق للناس، وبناء للحضارة، وبناء للوطن، وغيرها من الأعمال التي فعلا يرجوها الإنسان ما دام رجاها عن الله -عز وجل- وأراد فيها رضا الله فهو يؤجر عليها، وتكون من العمل الصالح الذي يحبه الله.. الأمثلة كثيرة يا إخوة.. مجرد الابتسامة ابتسامتك في وجه أخيك صدقة، وأرجوا أن تبتسم الآن؛ لأن مجرد ابتسامتك الآن صحيفتك يكتب لك أجر فيها.. لا تحرم نفسك
.
بعض الناس حتى وهو يسمع هذا الكلام تجد سبحان الله! كأن أسنانه كأن الأسنان عورة لا تكاد ترى أسنانه يا أخي ابتسم، والابتسامة لها أثار كبيرة غير أنها أجر عند الله -عز وجل- كم تشرح من الصدر تشرح من النفس.. كما قال قرأت مرة أن الابتسامة لدقيقة ابتسامة صادقة من النفس تساوي ساعة رياضة، وهذه فرصة للأجازين اللي ما عندهم فرصة أن يمارسون الرياضة.
إذا كثير من الأعمال الدنيوية ممكن أن تكون عمل صالح يؤجر عليه.. الابتسامة شيء.. إدخال السرور على الآخرين شيء.. إماطة الأذى عن الطريق صدقة.. النوم كما قال بعض الصحابة إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.. لكن ما بشرط تنام 24 ساعة، ولا 20 ساعة، وتقول والله أنا قاعد أتعبد إلى الله.. لا.. القضية 8 ساعات.. 6 ساعات تنشط فيها جسد الإنسان يرجع مرة أخرى؛ ليقوم بمهمته، ووظيفته في الحياة
هذه من المعاني اللقمة تضعفها في فيه امرأتك كما جاء في الحديث أحاديث كثيرة جدا دلت على مثل هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- "ما أكل أحد طعام قط خير من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده" رغم أن داود -عليه السلام- لم يكن بحاجة.. كان خليفة في الأرض كما أخبر القرآن.. إنما ابتغي الأكلة من الطريق الأفضل، وهو كسب اليد.. ما كسب الرجل كسب أطيب من عمل يده، وما أنفق الرجل على نفسه، وولده، وخادمه فهو صدقه كما يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول أيضا "والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجل فيسأله أعطاه أو منعه" والحديث متفق عليه.. والله –تعالى- يربي هذا في المؤمن { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }، {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}.
كل هذه معاني في قضية العمل الصالح.. الإنسان إذا خرج يسعى على ولده، وعلي صغاره يكتب له فيها، وكل هذه جاءت فيها نصوص.. نوح -عليه السلام- يا أخي يعني نوح -عليه السلام- ماذا كان يعمل؟ كان نجارا.. محمد -صلى الله عليه وسلم- كان يرع الغنم.. أبو بكر كان بزازا يتاجر بالثياب، والمنسوجات.. الخليفة عمر (رضي الله تعالى عنه) كان يرتاد الأسواق، ويبيع، ويشتري، وقد صرح.. يعني مرة أنه انشغل في البيع، والشراء عن تلقي العلم.. كان يتناوب هو وجاره كان مرة هو يأخذ العلم، ومرة يذهب للسوق، وجاره يفعل ذلك.. يعني هذه كلها الصحابة كانوا يكسبون رزقهم عن طريق التجارة، ومزاولة بعض المهن.. يعني أبو هريرة (رضي الله تعالى عنه) يقول: إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم السفق.. يعني التجارة في الأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم.. إذا عمر (رضي الله عنه) يقول: لا يغد أحدكم عن طلب الرزق وهو يقول: اللهم أرزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبا، ولا فضة.. وإنما يرزق الله الناس بعضهم من بعض
.
كل هذه معاني تؤكد حقيقة.. حقيقة العمل الصالح الذي لا يشمل فقط العبادات الأخروية كما نظن.. بل حتى العمل الدنيوي في السعي، والكسب، والتجارة، وغيرها إذا قصد الإنسان فيها وجه الله -عز وجل- وتحرى فيها الحلال، والصواب.. فسوف يؤج عليها ما دام النية، وهنا يسمى "إنما الأعمال بالنيات" يسميه بعض العلماء الحديث المحول العجيب.. كيف أنه يحول العادات إلى عبادات، ومواقف كثيرة حقيقة لبعض كيف كان السلف (رضوان الله تعالى عليهم) في الصناعة، وفي العمل
..
يعني قبل أن أختم الحلقة أتكلم عن قضية البطالة.. البطالة، والعمل الصالح أنه صفة من أعظم صفات عباد الرحمن.. يعني من خلال ما تقدم يتبين كيف أهمية العمل الصالح في الإسلام.. كيف تعتبر الحياة الدنيا بأسرها معركة في سبيل العمل الصالح، ولم أجد الإنسان إلا بن سعيه فمن كان أسعى كان بالمجد أجدر، وبالهمة العلياء، وبالهمة العلياء ترقى إلى العلا.. فمن كان أعلى همة كان أظهرا، ولم يتأخر من أراد تقدم، ولم يتقدم من أراد تأخر إذا السلوك الشخصي للنبي -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة، وبعدها هو النموذج الحي للتشجيع على العمل، والاحتراف كان يرعى الغنم.. ثم كان يتاجر في أموال عائشة -صلى الله عليه وسلم- ولم يمنعه ذلك أيضا من وظيفته في الرسالة، والتبليغ للناس بعد أن أكرمه الله –تعالى- بالنبوة كان حتى في مهنة أهله يخصف نعفه، ويرقع ثوبه، ويكنس بيته.. يعني كان -صلى الله عليه وسلم- يعمل لا ينفع العلم بدون عمل كما قال على العلم يهتف بالعلم فإلا أجابه، وإلا ارتحل العرب قديما كانوا يقول صنعة في اليد أمان من الفقر.. اليوم الكثير من الشباب يتصور أن مفهوم البطالة يجب أن يحرر لدى الشباب اليوم.. يعني لابد أن أحصل على وظيفة في الدولة على وظيفة في المؤسسة في الحكومة إلا معنى ذلك أن هناك بطالة
يا أخي أبائنا إلى عهد قريب ما كانوا يعرفون أي اسم وظيفة في الدولة إلى عهد قريب.. يعني كانوا يبيعون في الأسواق، ويشترون، وكان منهم البناء، والنجار والحذاء، وكانوا يدخلون في الأسواق لما هذه الثقافة أصبحت نموذج للناس وللأسف أن وظيفة في الحكومة، وإلا لا يمكن للإنسان أن يعمل.. دلوني على سوق المدينة، وأذكر والله مواقف كثيرة جدا في هذا الجانب يعني أعرف امرأة كانت فقيرة تعول عيال أرملة.. يعني كانت تتحمل قضية الإيجار.. إيجار المنزل وأولادها، وكبر بناتها، وأولادها، وأصبح الكثير منهم يريد متطلبات العيش الحياة مثل الناس، وكانت تشكي حالها فيوم من الأيام أقترح لها أن تشري.. يعني إحنا نسميها مقرصة الخبز هذا فأقترح لها أن تقرض مبلغ من المال، وتشري عدد من هذه الأجزاء للي نسميها إحنا المقرصة، وتعمل عليها، ورتبنا مع أحد المحلات الكبيرة أن يبيعون.. يعني نتاجها، وفعلا بدأ بيع النتاج كم تستطيعين أن تعملين يا خالة في اليوم من قرص من كيلوا؟ فكانت تعمل فعلا في اليوم خمسة.. سبعة.. ستة كيلوا.. فبدأ الطلب عليه أن صناعة كما يقول: وطنية موثوقة.. بدأ الطلب عليها بشكل كبير زادت عليها الأجهزة.. بدأت تستعين ببناتها، وأولادها.. بدأت تنتج في اليوم 40 ،50 كيلو فبدأ الطلب.. بدأت ترتفع أسعارها يقول لي صاحب المحل، والله نعطي لهذه المرأة تصفية لحقوقها ما بين الشهر، والشهر، والنص إلى خمسة عشر ألف ريال، وكنت أنا أن ذاك شغال في رسالة الدكتورة، ولا أستند إلى ست آلاف ريال.. قلت: لعلي أترك الماجستير والدكتورة، وأجلس أقرص أزين لنا ما دام بيحصل خمسة عشر ألف ريال.. يعني معناه أن السوق فاتح أبوابه.. لكن علينا أن نحرر مفهوم البطالة من رؤوسنا، وأعرف مواقف كثيرة جدا في هذا الجانب، ولعل هذا يحتاج حلقة أخرى في تحرير مفهوم البطالة عند الناس.
الشاهد أن العمل الصالح الذي جاء صفة من صفات عباد الرحمن لابد أن يقترن بالإيمان، والشهادة بأن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، وأن العمل الصالح لا نتصور أنه محصور في قضية، ولا صلاة، وصيام وصدقة، وقراءة قرآن، وإنما هو أيضا دنيا أيضا كاملة حياتية معركة حياة من صدق فيه أخلص النية لله -عز وجل- عمله صالح، وصواب ليس حراما، ولا غشا، ولا كذبا، ولا احتيالا، وقصد النية لله تعالى هذا من العمل الصالح.
الذي يؤجر عليه الإنسان يا أحبابي ما أحلى الحياة، وأجملها بهذا المعنى الجميل